kayhan.ir

رمز الخبر: 199669
تأريخ النشر : 2024December24 - 19:57

أوساط سياسية وأمنية عراقية: مخيم الهول قنبلة موقوتة تهدّد أمن البلاد 

 

عادل الجبوري

 عادل الجبوري

 أبدت أوساط ومحافل سياسية وأمنية عراقية قلقها وتخوفها من هروب مئات الإرهابيين "الدواعش" المحتجزين، في مخيم الهول السوري، في ظل الأوضاع المضطربة على الساحة السورية، ومؤشرات تصاعد الصراع بين قوى داخلية متقاطعة في توجهاتها وانتماءاتها وولاءاتها الخارجية. 

هذا؛ ويضمّ مخيم الهول الواقع في مدينة الحسكة، قرب الحدود العراقية السورية، آلاف الأشخاص، بينهم نساء وأطفال، يمثلون عوائل "الدواعش"، وينتمون إلى جنسيات مختلفة، وأغلبهم عراقيون وسوريون. وتؤكد مصادر مطلعة: "أن أكثر من ثلاثين ألف عائلة من أصول عراقية، أغلبهم نساء وشباب وأطفال من محافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين والمناطق التابعة لها، يعيشون في مخيم الهول، وأن خيار نقلهم إلى الداخل العراقي، وتحديدًا إلى مخيم الجدعة جنوب نينوى، قد يزيد من التهديدات الأمنية ويشكّل تحديًا كبيرًا للأمن والاستقرار".

كذلك حذرت تلك المصادر من: "احتمال حصول عمليات تهريب من المخيم بدلًا من الهروب، ما قد يزيد القلق بشأن تسهيل هذه العمليات من الداخل، وهو ما يشكّل خطرًا كبيرًا على العراق والمنطقة"، لافتة إلى: "أن العراق يعي خطورة هذا المخيم، ويعمل على إحباط أي محاولات للتسلل أو اختراق الحدود".

في السياق ذاته، كشفت مصادر أخرى أن الحكومة العراقية تدرس عدة خيارات بشأن آلية التعاطي مع ملف نحو 1800 إرهابي "داعشي" عراقي معتقل في مخيم الهول، في مدينة الحسكة الخاضعة لسيطرة قوات سورية الديمقراطية "قسد"، والمدعومة من الولايات المتحدة الأميركية. وأفادت المصادر أن مبعوث الأمم المتحدة في العراق محمد الحسان نصح الحكومة بتسلم الإرهابيين بأسرع وقت وإيداعهم السجون العراقية، بينما أرسلت الإدارة الأميركية تطمينات إلى الحكومة العراقية، ونصحتها بعدم القلق من هروبهم؛ لأن قوات التحالف لن تسمح بذلك.

هذا؛ وبينما طالبت قوى ونخب سياسية مختلفة الحكومة العراقية بعدم الركون والاعتماد على التطمينات الأميركية، يتمثل تخوف بغداد، بالدرجة الأساس، من تمدد الجماعات المسلحة التي سيطرت على الحكم في دمشق، إلى مناطق نفوذ "قسد"، وبالتالي تمكين هؤلاء الإرهابيين من الهروب. 

وكان مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي قد أكد في وقت سابق:" "أن مخيم الهول يشكّل خطرًا على أمن المنطقة واستقرارها"، وبرأيه: "أن استمرار بقائه سيجعل منه مدرسة لجيل جديد من "الدواعش"".

تجدر الإشارة إلى أن مخيم الهول السوري قد أنشئ، في العام 1991، لاستقبال مئات العراقيين الذين فروا من بلادهم إثر حرب الخليج الثانية واندلاع الانتفاضة الشعبية في أربع عشرة محافظة عراقية ضدّ نظام صدام حسين حينذاك. وفي العام 2003، وإثر سقوط الأخير وخضوع البلاد للاحتلال الأميركي، فتح المخيم أبوابه مجدّدًا لاستقبال أعداد أخرى من العراقيين. وفي العام 2018، استخدمته قوات سورية الديمقراطية (قسد) لاحتجاز المئات من عناصر تنظيم "داعش" الذين اعتقلتهم خلال الاقتتال بين الطرفين.